قوله تعالى: {ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون 75 بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين 76}
  ويدل قوله: «إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّه» أن نعم الدين والدنيا منه.
  وتدل على أن النبوة ليست باستحقاق وجزاء؛ لأنه علقه بالمشيئة مطلقًا، وكذلك الإمامة.
  وتدل على أن تلك المكيدة فعل اليهود؛ لذلك ذمهم عليها، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
قوله تعالى: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ٧٥ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ٧٦}
  · القراءة: في «يؤده» أربع قراءات:
  قرأ حمزة وعاصم في رواية أبي بكر بسكون الهاء، وروي نحوه عن أبي عمرو، وقال الزجاج: ذلك غلط من الراوي عن أبي عمرو كما غلط في «بارئكم» بسكون الهمزة، وإنما كان أبو عمرو يختلس الحركة فيما رواه الضباط عنه.
  الثاني: قرأ أبو جعفر ويعقوب بكسر الهاء مع الاختلاس، وهو الصحيح من مذهب أبي عمرو.
  والثالث: بضم الهاء، ثم اختلفوا، فمنهم من يقرأ مختلسة، وهو المروي عن سلام القاري، ومنهم من يقرأ مشبعة، وهي قراءة الزهري.
  الرابع: قراءة أكثر القراء في الكسر والإشباع، أما سكون الهاء، فأكثر النحاة على أنه لا يجوز حذف الحركة، كما لم يجز في «هذا غلام»؛ لأنه لما حذفت الياء تركت الكسرة لتدل عليها، وقال الفراء: هذا مذهب لبعض العرب يجزمون الهاء إذا تحرك ما