قوله تعالى: {أفرأيتم اللات والعزى 19 ومناة الثالثة الأخرى 20 ألكم الذكر وله الأنثى 21 تلك إذا قسمة ضيزى 22 إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس ولقد جاءهم من ربهم الهدى 23 أم للإنسان ما تمنى 24 فلله الآخرة والأولى 25}
  يَغْشَى» تعظيم لما غشاه، كقوله: {فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ}[طه: ٧٨]، «مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى» أي: ما جاوز ما أمر به، ولا مال عما قصد له، يعني ما رأى إلا حقًا وصوابًا ولم يخيل إليه، وقيل: ما مال يمينًا ولا شمالًا، وَلَا تَجَاوَزَ الْحَدَّ الَّذِي رَأَى. وَقِيلَ: مَا جَاوَزَ مَا أُمِرَ بِهِ. وَقِيلَ: لَمْ يَمُدَّ بصره إلى غير ما رأى «لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى» قيل: هي السماوات والملائكة، وما في السماوات من
  ملكوته، وقال ابن مسعود: رأى رفرفًا أخضر من رفارف الجنة قد سد الأفق، وقيل: هي سدرة المنتهى، عن الضحاك، وقيل: رأى جبريل في صورته التي تكون في السماوات عن ابن زيد، ومقاتل، وأبي علي، وقيل: المعراج وما رأى تلك الليلة في مبتدئه وعَوْدِهِ.
  · الأحكام: تدل الآيات على تحقيق ما رأى، وأنه لم يكن تخيلاً، ولا في المنام.
  وتدل على أن الجنة عند السدرة في السماء السابعة، وقيل: إنه جنة الخلد، وقيل: هو الجنة التي كان فيها آدم.
  وتدل على أنه رأى جبريل، وملكوت السماوات.
  وتدل على صحة ما نقوله في المعراج، وأنه كان ذلك حقيقة، لا كما قال بعضهم.
قوله تعالى: {أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى ١٩ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ٢٠ أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثَى ٢١ تِلْكَ إِذًا قِسْمَةٌ ضِيزَى ٢٢ إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى ٢٣ أَمْ لِلْإِنْسَانِ مَا تَمَنَّى ٢٤ فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولَى ٢٥}