التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وياقوم ما لي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار 41 تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار 42 لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وأن مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار 43 فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد 44 فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب 45 النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب 46}

صفحة 6134 - الجزء 8

  · الأحكام: يدل أمره بالصرح أنه ظن أن إله موسى جسم في مكان، وذلك كُفْرٌ مضمومٌ إلى كفره.

  ويدل قوله: «أهدكم» أن الهدى ليس هو نفس الإيمان، وإنما هو الدلالة والبيان.

  وتدل على أن العلماء المسلمين هداة إلى الحق، كمؤمن آل فرعون.

  وتدل الآية أن كل أحد يُجازَى بما يستحق بعمله.

  وتدل على أن فعل العبد حادث من جهته.

  وتدل أن الدنيا دار زوال، والآخرة دار قرار، فينبغي للعاقل أن يختار ما يبقى على ما يفنى.

قوله تعالى: {وَيَاقَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ ٤١ تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ ٤٢ لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ٤٣ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ٤٤ فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ ٤٥ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ٤٦}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر، ونافع، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم، ويعقوب: «أَدْخِلُوا» بقطع الألف وكسر الخاء من الإدخال، أي: يقال للملائكة: أدخلوهم النار.

  الباقون: بضم الألف والخاء عند الابتداء، وعند الوصل بوصل الألف من الدخول، أي: يقال لهم: ادْخُلُوا.