قوله تعالى: {فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون أنهم ملاقو الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين 249}
  · الأحكام: الآية تدل على تأكيد ملك طالوت بهذه الآية؛ ليكونوا أقرب إلى الانقياد له فيكون لطفًا لهم؛ لأن الملك لا يحتاج إلى معجز خصوصًا مع بيان النبي والمعجز، وإن أكد ملكه فهو معجز لذلك النبي؛ لأن ظهور المعجز على غير النبي لا يجوز.
  وتدل على أن في التابوت ما يسكنون إليه، لذلك منَّ عليهم برده عليهم.
  وتدل على عظيم نعم اللَّه تعالى على بني إسرائيل.
قوله تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لَا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ٢٤٩}
  · القراءة: قرأ «غَرفة» بفتح الغين ابن كثير وأبو جعفر ونافع وأبو عمرو، وقرأ الباقون بالضم، والفرق بينهما أن الغرفة بالفتح للمرة من الغرف، والغرفة بالضم ملء الكف من الماء، وبالضم اسم للماء، وبالفتح اسم للفعل، وكلاهما حسن.
  والقراءة الظاهرة «قليلاً» بالنصب، وعن ابن مسعود بالرفع.