قوله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين 31}
  و (كل): حقيقته: الإحاطة بالأبعاض يقال: أبعض القوم أتاك أم كلهم، وقد يكون تأكيدًا نحو أجمعين، إلا أنه يبدأ في الذكر ب (كل) كقوله: {فَسَجَدَ الملائكةُ كُلُّهُم أَجمعُونَ}.
  والعرض من قولك: عرضت الشيء عليه، وعرضت الجنة، قال الزجاج: العرض أصله في اللغة الناحية من نواحي الشيء، فمن ذلك العرض خلاف الطول سمي به بعض نواحي الثوب، فصلاً بينه وبين الطول، ويقال: عرضت المتاع على البيع عرضًا، أي أظهرته حتى عرفت جهته، وكلما أمررته على بصرك قلت فيه عرضته؛ لأنك ترى نواحيه، ومنه: أعرضت عنه؛ أي: تنحيت، وعِرْض الرجل قيل: هو ما يمدح به أو يذم، وقيل: خليقته المحمودة، وقيل: حسبه، قال علي بن عيسى: والذي عندي أنه ناحية الرجل التي يصونها عن المكروه والشَّيْن، وقيل: أصل العرض الظهور، فالعرض خلاف الطول لأن به يظهر، وعرضته على البيع أي أظهرته، والعرض ما يعرض في الأجسام ويغير صفته.
  والإنباء الإخبار والإعلام، والنبأ بالهمز الخبر، وأنبأه أخبره، وإن لفلان نبأ أي خبرا، وقيل: النبأ لا يستعمل إلا في شيء عظيم شأنه، والصدق نقيض الكذب.
  · الإعراب: يقال: الضمير في قوله: «عَرَضَهم» إلى ماذا يرجع؟
  قلنا: قيل إلى الأشخاص وهم الجن والإنس وغيرهما، فَغَلَّبَهُمْ على غيرهم، وروي أنه خلق الأشخاص وعرضهم عليه، قال ابن عباس: عرض الخلق، وقيل: فيه إضمار أراد أصحاب الأسماء، وفيه مَا لاَ يعقل، فجرى على التغليب، عن مجاهد.