قوله تعالى: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما 31}
  «يكفر» «ويدخلكم» بالياء في الحرفين على ضمير الغائب، والباقون بالنون على استئناف الوعد.
  · اللغة: الاجتناب: التباعد عن الشي، ومنه الأجنبي، {وَالْجَارِ الْجُنُبِ}.
  والتكفير من الستر، والكبائر: جمع كبيرة.
  · الإعراب: «تجتنبوا» جزم ب (إِنْ) وهو شرط «يكفر» جزم لأنه جواب الشرط، «وندخلكم» معطوف عليه.
  و «مدخلاً» نصب على المصدر.
  · المعنى: لما تقدم ذكر المنهيات وألحق الوعيد بها بين أقسامها، فقال تعالى: «إِنْ تَجْتَنِبُوا» تتباعدوا «كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ» يعني كبائر الذنوب وعظائمها، وقد اختلفت الروايات في الكبائر وكثرت الأقاويل، والأصل فيه أن الذنوب ثلاثة: كفر وله أحكام في الدنيا وأعظم العقوبات في الآخرة، وفسق وله أحكام وعقاب دون الأول، وصغير يكون مكفرًا، وقد قال تعالى: {وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ} ثم الكبائر يعرف بعضها كالقتل والزنا والربا، وغصب عشرة دراهم ونحوها، ولا يعرف بعضها، وأما الصغائر فلا يعرف شيء منها؛ إذ لا معصية إلا ويجوز أن تكون كبيرة؛ لأن في تعريفها إغراء بالمعصية؛ لأنه إذا دعته الشهوة إليه وعلم أنه لا ضرر عليه في فعله، وحد الصغيرة عند مشايخنا البصريين ما نقص عقابه عن ثواب صاحبه، ثم حال العقاب اللازم عليه ينحبط بالاتفاق، وهل ينحبط مثله من ثوابه؟ قال أبو هاشم: