التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال ياآدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون 33}

صفحة 324 - الجزء 1

  ذكره هو قوله في سورة الفاتحة وهما لغتان لكل لغة مذهب في العربية، فأما من رفع الهاء فإنه يقول: أصلها رفع في نصبها وخفضها ورفعها، فأما الرفع فقولهم: (هُم قالوا)، ذاك في الابتداء؛ ألا ترى أنها مرفوعة لا يجوز فتحها ولا كسرها، والنصب في قولك: (ضربهُم) فهي مرفوعة، ولا يجوز فتحها ولا كسرها، فتركت في (عليهم) على جهتها الأولى. وأما من قال: عليهم فإنه استثقل الضمة في الهاء وقبلها ياء ساكنة فقال: (عليهِم) لكثرة دور المكني في الكلام، كذلك يفعلون بها إذا اتصلت بحرف مكسور مثل بهِم وبهُم يجوز فيه الوجهان مع الكسرة والياء الساكنة، ولا تبال أن تكون الياء مفتوحا ما قبلها أو مكسورا، فإذا انفتح ما قبل الياء فصارت ألفا في اللفظ لم يجز في {هُمْ} إلا الرفع مثل قوله تبارك وتعالى: {وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ} ولا يجوز: مَوْلَاهِمُ الْحَقِّ، وقوله: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} لا يجوز فبهداهِم اقتده.

  حكى سيبويه عن العرب: مِنْهِمْ، ولم يجعل بالنون، وقيل: إن ذلك لا يجوز كما لا يجوز اضرِبهِم.

  · اللغة: الإبداء والإظهار والإعلان نظائر، يقال: قد أظهر، ونقيضه الكتمان، وبدا له من الأمر أي ظهر ما لم يكن ظاهرًا، ومنه اشتق البداء، وذلك لا يجوز على اللَّه تعالى؛ لأنه عالم بالأشياء لنفسه.

  والكتمان والإسرار نظائر، ونقيض الكتمان الإعلان، وحقيقة الكتمان إخفاء الشيء في النفس.

  · الإعراب: الألف في قوله: «أَلَمْ أَقُلْ» ألف تنبيه، كقولك: أما ترى النوم ما أطيبه. لمن يعلم