قوله تعالى: {فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما 74}
  · الإعراب: جزم (يقاتل) ب (من)؛ لأنه شرط وجزاء، و (يقتل) معطوف عليه، و (نؤتيه) جواب المجازاة إلا أنك رفعته؛ لأنه بعد الفاء في قوله: «فسوف» وفي تقدير: يشرون الحياة الدنيا قولان:
  الأول: يشرون الحياة الدنيا بالحياة الآخرة، يعني يبيعون الحياة الفانية بالحياة الباقية.
  الثاني: يشرون الحياة الدنيا بنعيم الآخرة [أي يبيعونها أيضا].
  · النزول: قيل: نزلت الآية في المنافقين الَّذِينَ تخلفوا عن أُحُدٍ، وتقدير الكلام: على هذا:
  فليقاتل الَّذِينَ يختارون الدنيا على الآخرة، وشريت بسكون [الياء] بمعنى اشتريت، ولا بد من حذف وتقديره: أي آمنوا ثم قاتلوا لاستحالة أن يؤمن الكافر بشيء متقدم على الإيمان.
  وقيل: بل نزلت في المؤمنين المخلصين، ومعنى يشرون: يبيعون.
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: على قول من يقول: هو خطاب للمؤمنين في اتصاله قولان: قيل: أيها المؤمنون لا تلتفتوا إلى تثبيط المنافقين، وقاتلوا في سبيل اللَّه بائعين الدنيا بالآخرة؛ لأن لكم به أعظم الأجر، وقيل: فليكن من الَّذِينَ يقاتلون في سبيل اللَّه إن كان بينكم وبينه عقد مودة عن الزجاج، وعلى قول من يقول: إنه خطاب للمنافقين كأنه لما حكى تخلفهم وتثبيطهم عن الجهاد، قال: لا تفعلوا ذلك وقاتلوا.
  · المعنى: «فَلْيُقَاتِلْ» ليجاهد، وهو أمر، وأمر اللَّه تعالى يدل على الوجوب، وقيل: إنه خطاب للمؤمنين عن الأصم وأبي علي وأبي مسلم، وقيل: خطاب للمنافقين «فِي