قوله تعالى: {وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا 75}
  وهو من أبنية الكثرة، والأغلب على بابه فعال، نحو: جمل وجمال، وخبل وخبال.
  والولي: القيم بالأمر.
  وأصل القرية من الاجتماع، وسميت بذلك لاجتماع الناس فيها، وقريت الماء في الحوض جمعته، والمقراة: الحوض.
  · الإعراب: موضع «المستضعفين» خفض بالعطف على ما عملت فيه (في)، تقديره: وفي المستضعفين؛ لأن نصرة هَؤُلَاءِ أيضًا في سبيل اللَّه، وقد اختلفوا في تقديره، قيل:
  وعن المستضعفين عن ابن عباس فوقع (في) موقع (عن)، وقيل: فيه حذف أي وفي إعزاز المستضعفين، وقيل: هو عطف على اسم اللَّه تعالى، تقديره: وفي سبيل المستضعفين عن ابن شهاب.
  وقوله: «ما لكم لا تقاتلون» موضعه نصب على الحال كقوله: {فَمَا لَهُم عَنِ التَّذكِرَةِ مُعرِضينَ} بتقدير: أي شيء لكم في حال ترك القتال مع هذه الأمور التي تقتضي الحرص على الجهاد، أي لا عذر لكم.
  و (الظالم) خفض؛ لأنه نعمت للأهل، فلما عاد الأهل على القرية كان فعل ما أضيف إليها بمنزلة فعلها، كما تقول: مررت بالرجل الواسعة داره.
  · المعنى: لما تقدم الأمر بالجهاد على الجملة فَصَّلَهُ في هذه الآية، وإنما أمر به لإعزاز الدين، ونصرة المستضعفين فقال تعالى: «وَمَا لَكُمْ» أي ليس عذر لكم في ترك القتال أيها المؤمنون «فِي سبِيلِ اللَّه» في دينه وطاعته «وَالْمُسْتضعفِينَ» قيل: وفي نجاة المستضعفين، وقيل: في سبيل المستضعفين، وقيل: عن المستضعفين، وقيل: في إعزاز المستضعفين، والرجال والنساء والولدان، وهم الَّذِينَ كانوا أسلموا بمكة، ومنعهم الكفار من الهجرة، وقيل: منهم سلمة بن هشام والوليد بن الوليد، وعباس بن أبي ربيعة وغيرهم عن أبي علي، وكانوا أسلموا، وعشائرهم يفتنونهم عن الإسلام «الَّذِينَ يَقُولُونَ» هَؤُلَاءِ المستضعفون يقولون في دعائهم: «رَبَّنَا أَخْرِجْنَا» أي سهل لنا الخروج وأنقذنا من