تقديم
تقديم
  
  وبه نستعين، وصلى اللَّه على محمد وآله.
  الحمد لله الذي هدانا للإسلام، ودعانا إلى دار السلام، ومَنَّ علينا بنبينا محمد ÷، وأنعم علينا بضروب الإنعام، وأنزل القرآن، وصانه عن التحريف والزيادة والنقصان، ونسخ به سائر الأديان، ثم الصلاة على سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وإمام المتقين، محمد وعلى آله أجمعين.
  أما بعد: فإن أولى ما يشتغل به المرء طَلَبُ العلوم الدينية التي فيها فوزه ونجاته، ثم عبادة وبه الذي إليه محياه ومماته، ومن أجلِّ العلوم معرفة كتاب اللَّه تعالى، وتفهم معانيه وأحكامه، فإن عليه مدار الدين، وهو حبل اللَّه المتين، وقد اجتهد العلماء في ذلك، وبينوا وصنفوا، وللأولين فضل السبق، وتأسيس الأمر، وللآخرين حسن الترتيب، وجودة التهذيب، وزيادة الفو ائد، ولئن قال بعضهم: ما ترك الأول للآخر، فقد قال آخرون: كم ترك الأول للآخر.
  وقد جمعت في كتابي هذا جَمًّا وجوامع في علم القرآن من غير تطويل مُمِل، أو إيجاز مخل، أرجو أن يكون تبصرة للمبتدئ، وتذكرة للمنتهي، ومن اللَّه أستمد التوفيق، وعليه أتوكل، وهو حسبي ونعم المعين.