التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين 76 فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين 77 فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال ياقوم إني بريء مما تشركون 78 إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين 79}

صفحة 2296 - الجزء 3

  تشريط الدابة بِمِبْزَغٍ من حديد ليبزغ الدم، وبزغت الشمس: طلعت، وبزغ الناب: طلع.

  والفطر: أصله الشق، والمراد به ابتداء الخلق، ومنه: {إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ} أي انشقت، والحنيف: المائل إلى الحق، وأصله: الميل، ومنه: الأحنف، قالت أمه:

  واللَّه لولا حنف برجله

  · الإعراب: يقال: ما اللام في قوله: «لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي» وفي قوله: «لأَكُونَنَّ»؟

  قلنا: الأول: حلف من القسم، والثانية جواب لها إذا صارت حلفا من القسم فأجيب بجوابه.

  ويُقال: لم جاز تعريف الشمس والقمر بالألف واللام، وهي واحدة لا ثاني لها، ولا يجوز تعريف (زيد) بهما؟

  قلنا: لأن شعاع الشمس يقع عليه اسمها، فاحتيج إلى التعريف عند القصد إلى قرن الشمس، بخلاف الاسم العلم.

  ويقال: لم أنثت الشمس وذُكِّر القمر؟

  قلنا: لأن تأنيثها تفخيم لشأنها بكثرة ضيائها، نحو قولهم: علَّامة ونسَّابة، كأنه قيل: قد حصل معنى الأصل وزيادة عليه.

  ويقال: لم لم يقل: هذه ربي، كما قيل: بازغة؟