قوله تعالى: {وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه انظروا إلى ثمره إذا أثمر وينعه إن في ذلكم لآيات لقوم يؤمنون 99}
  خُمُر وخمار، وقرأ أبو عمرو: «ثُمْر» بضم الثاء وسكون الميم تخفيفًا، نحو: رُسُل ورُسْل، وقرأ الباقون بفتحهما على أنها جمع ثمرة، يقال: ثَمَرَة وثَمَر، نحو: قَصَبة وقَصَب، وروي عن أبي عمرو مثل ذلك.
  وقراءة العامة: «قِنوان» بكسر القاف، وعن الأعرج بضم القاف، وهما لغتان.
  وعامة القراء قرؤوا: «وُينْعِهِ» على المصدر، وعن بعضهم (ويانعه) بالألف على الاسم، وقرأ أبو [السمال] وقتادة: «ويُنعه» بضم الياء، يقال: يَنَعَ يَيْنِعُ يَنْعًا ويُنْعًا فهو يانع، وأينع أشهر. قال أبو عبيدة: يَنْعٌ: جمع يانع، كتاجر وتَجْر.
  · اللغة: الخَضِر: الورق الأخضر، و «فعل» بمعنى «أفعل»، خضر بمعنى أخضر، تقول العرب: أرنيها نَمِرَة أُرِكْها مطرة، يعتون لون السحاب، ويُقال: أخضر خُضْر، نحو: أعور عور، وكل شيء ناعم فهو خضر، ومنه الحديث: «الدنيا حلوة خضرة» يعني غضة ناعمة طرية، وأصله من خضرة الشجرة، ويقال: أخذ الشيء خضرًا نضرًا: إذا أخذه بغير ثمن، وقيل: أخذه غضًّا طريّا، وذهب دمه خضرًا مضرًا أي: هدرًا باطلاً، وكتيبة خضراء: إذا كانت عليها سواد الحديد. والعرب تسمى الأسود أخضر والأخضر أسود، وسمي سواد العراق سوادًا لكثرة خضرته. ومنه قوله:
  وَأَنَا الأخْضَرُ مَنْ يَعْرِفُنِي
  يعني: خالص اللون؛ لأن ألوان العرب السمرة، وقوله: «إياكم وخضراء الدمن»، يعني شجرة ناعمة في دِمْنَةٍ؛ يعني: المرأة الحسناء في منبت السوء.
  والمتراكب: متفاعل، وأصله الركوب، يقال: ركب ركوبًا.