قوله تعالى: {وتمت كلمت ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم 115}
  والتبديل: وضع. الشيء مكان غيره.
  والصدق: خبر مخبره على وفق خبره.
  والعدل: ضد الجور، وقيل: أفعال اللَّه كلها عدل؛ لأنها على استقامة، عن أبي هاشم، وقيل: إنما يوصف بذلك فيما يعامل عباده.
  · الإعراب: «صدقا وعدلا» نصب على التمييز.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى صفة الكتاب المنزل، فقال سبحانه: «وَتَمَّتْ» قيل: معناه أنه كمل على وجه لا يمكن لأحد أن يزيد فيه أو ينقص منه، أو يغيره، وهذا صفة القرآن، وقيل: معناه أنه أنزل شيئًا بعد شيء حتى تم وكمل على ما تقتضيه الحكمة، وقيل: كان ينسخ ويبدل حتى تم واستقر على ما هو الآن عليه «كَلِمَةُ رَبِّكَ» قيل: القرآن، عن قتادة والأصم، وقيل: دينه، كقوله: {وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا} عن أبي مسلم، وقيل: حجة اللَّه على الخلق «صِدْقًا وَعَدْلاً» تفسير للكلمة كقولهم: كمل فلان حسنًا وجمالاً، ومعناه أن القرآن ما جاء فيه فهو صدق وعدل، وقيل: جاء الدين كله صدق وعدل، عن أبي مسلم، يعني: وعده ووعيده صدق، وأمره ونهيه عدل، وقيل: صدق فيما وعد، عدلاً فيما حكم، «لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ» قيل: القرآن محروس عن الزيادة والنقصان، وقيل: دينه لا يبدل وأحكامه لا تغير، وقيل: وعده ووعيده لا خلف فيه «وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ» أي: عالم بهم سميع لما يكون منهم، لا يخفى عليه شيء ظاهر أو باطن، وقيل: سميع لأقوالكم في قبوله عليم بضمائركم فيه، وقيل: سميع لما يوحي بعضهم إلى بعض من زخرف القول، عليم بما يمكرون بك، عن الأصم.