قوله تعالى: {يابني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون 27 وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون 28}
  · اللغة: الفتنة: الابتلاء والامتحان، يقال: فتنت الذهب بالنار: امتحنته، ثم تستعمل في مواضع، والفتان: الشيطان، وقلب فاتن أي: مفتون، قال الشاعر:
  [بَطِيءُ الْقِيَامِ رَخِيمُ الْكَلَا ... مِ أَمْسَى فُؤَادِي به فاتِنا]
  قال الخليل: الفَتْنُ: الإحراق، وَوَرِقٌ فَتينٌ محرق.
  والنزع: قلع الشيء عن موضعه، نزعته عن مكانه نزعًا، ونزع عن الأمر ينزع نزوعًا تشبيه بهذا، ونازعه في الأمر: إذا رام كل واحد أن يزيل صاحبه عما هو عليه، وبعير نازع: إذا حَنَّ إلى مرعاه.
  القبيل: جماعة من قبائل شتى، والقبيل: بنو أب واحد، ومنه: قبائل العرب، واحدها قبيلة، قال الأزهري: القبيل: الجماعة ليسوا من أب واحد، وجمعه: قُبلٌ، فإذا كانوا من أب واحد فهم قبيلة.
  · الإعراب: «ينزع» المراد نَزَعَ، والعرب تقيم المستقبل مقام الحال، وقوله: «أتقولون» استفهام، والمراد الإنكار، أي: لا تقولوا.
  · النظم: يقال: بِمَ تتصل الآية؟
  قلنا: بقوله: «يَابَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا» وفيه موعظة لجميع البشر، وتحذير من الشيطان، عن أبي مسلم.