قوله تعالى: {قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون 71}
  ويُقال: كم وجها في همزة الآن؟
  قلنا: ثلاثة أوجه: التحقيق، والتليين مع إبقاء ألف الوصل بعدها، والتليين مع إسقاطها، والتحقيق للأصل، والتليين مع إبقاء الوصل؛ لأنه عارض ومع إسقاطها لتحرك ما بعدها.
  ويُقال: لِمَ لم يحسن مع (كاد) (أنْ)، ويحسن مع (قارب)؟
  قلنا: لأن (كاد) للمبالغة في المقاربة، فلم يحسن (أنْ) لأنها تدل على الاستقبال، وقد جاء مع (كاد) شَاذًّا.
  · المعنى: ثم سألوا عن جنس البقرة، فقال تعالى، يعني موسى #: «إِنه» يعني اللَّه تعالى، «يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَة» يعني المأمور بذبحها «لاَ ذَلُولٌ تُثِيرُ الأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ» يعني ليست بذلول فتفعل ذلك، عن مجاهد. وقيل: تثير الأرض وتسقي الحرث على الإثبات، عن الزجاج، وهذا غلط؛ لأن أهل العلم على خلافه. قال أبو العالية: ليست بذلول فتثير الأرض، وقال الحسن: هي وحشية، فدل أنه على النفي «تُثِيرُ الأَرْضَ» أي تقلبها «وَلاَ تَسْقِي الْحَرْثَ» يعني: الأراضي المزروعة «مُسَلَّمَةٌ» قيل: بريئة من العيوب، عن قتادة وأبي العالية وعطاء. وقيل: مسلمة من الشية، عن مجاهد. والأول أوجه؛ لأنه أكثر في الفائدة مع صحة معناه، وعليه أكثر أهل العلم، وقيل: سليمة من آثار العمل؛ لأن العوامل لا تخلو من أثر العمل في قوائمها وبدنها، «لاَ شِيَةَ فِيهَا» قيل: لا لون فيها سوى لونها، عن قتادة ومجاهد، وقيل: لا أثر فيها سوى لونها، وقيل: لا عيب فيها، عن عطاء «قَالُوا الآنَ جِئتَ بِالْحَقّ» قيل: الآن بينت، عن قتادة. وقيل: جئت بالحق الذي كنا نطلب من البيان. وقيل: اضطروا إلى بقرة لا يعلمون على صفتها غيرها، فقالوا: «الآنَ جِئْتَ بِالْحَقّ» الظاهر، وإن كان ما جاءه قبل ذلك حقًّا أيضًا، وقد قال بعضهم: هذا كان كفرًا منهم حيث اعتقدوا أن