التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم 17 ذلكم وأن الله موهن كيد الكافرين 18}

صفحة 2878 - الجزء 4

  والكيد: المكيدة في المكر، كاده يكيده كيدًا وكايده مكايدة، والكيد: المعاجلة، والكيد: الحرب.

  · الإعراب: من نصب (كيد) فلأنه مفعول، وتقديره: سَيُوهِنُ كيدهم، ومن خفض فعلى الإضافة. وموضعه نصب، الواو في قوله: «وَلِيُبْلِيَ» واو عطف عطف به على قوله: «وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ» و (أَنَّ) نصب؛ لأنه مفعول على تقدير: واعلموا أن اللَّه.

  «ذلكم» في محل الرفع بإضمار الأمر أي الأمر ذلكم، ولا يجوز رفعه لما عاد عليه من الهاء؛ لأن خبر الابتداء لا يجوز أن يأتي بعد الواو، لا يقال: زيد ومنطلق، وزيد واضربه.

  · النزول: في نزول الآية ثلاثة أقوال:

  الأول: أنها نزلت في يوم بدر عن أكثر المفسرين، قيل: لما أتى رسول اللَّه ÷ [بدرًا] قال: «ههنا مصارع القوم» فلما طلعوا قال: «هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها يكيدون رسولك، اللَّهم إني أسألك ما وعدتني» فأتاه جبريل وقال: خذ قبضة من تراب، فارمهم بها، فرمى بها، وقال: «شاهت الوجوه».

  وقيل: لما تراءت المجموعتان قال لعلي: «ائتني كفًا من بطحاء» فأتاه بكف من تراب، فرمى بها. وروي أنه قال ذلك لأبي بكر، [حكاه الأصم]. فلم يبق مشرك إلا