قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون 45 وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين 46 ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس ويصدون عن سبيل الله والله بما يعملون محيط 47}
  الجميل والثواب الجزيل إما بالأجر والغنيمة أو الشهادة والجنة «إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ» يعني بالنصر والمعونة «وَلا تَكُونُوا» أيها - المؤمنون «كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ» أهل مكة «بَطَرًا» فخرًا وأشرًا «وَرِئَاءَ النَّاسِ» قيل: خرجوا بالمعازف والقيان، ووردوا بدرًا؛ ليروا أنهم لا يبالون بالمسلمين، خلاف ما في قلوبهم من الخوف والرعب، والرياء قد يكون في غير الدين، عن أكثر المفسرين. وقيل: كانوا يدينون بعبادة الأصنام فلما أظهروا التقرب إلى الناس كانوا مرائين، وقيل: هم المنافقون خرجوا بطرًا ورئاء يعيبون دين النبي ÷ ويلبِّسون على ضعفة المسلمين، ويظهرون الرياء، عن أبي مسلم. فنهى اللَّه - تعالى - عن مثل حال الفريقين حثًا على الجهاد والتقرب إلى اللَّه - تعالى - بالطاعة والإخلاص «وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ» أي: يمنعون الناس عن دين اللَّه، وقيل: يعرضون عنه، وقيل: يعرضون ويمنعون «وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ» أي: أحاط علمه بما يعملون من الضد والرياء، فيجازيهم بها، عن الأصم وأبي مسلم. وقيل: هو اقتداره عليهم وعلى إبطال كيدهم، وكلا الوجهين جوّزه أبو على.
  · الأحكام: في الآية تعليم من اللَّه - تعالى - لعباده كيفية الجهاد، وما يلزم فيه من الصبر والذكر والانقطاع إليه تعالى.
  وتدل على وجوب الاجتماع، وترك التنازع المؤدي إلى الضعف والفشل.