التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين 64 ياأيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون 65 الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين 66}

صفحة 2991 - الجزء 4

  وقيل: أسلم مع النبي ÷ ثلاثة وثلاثون رجلاً، وست نسوة، ثم أسلم عمر بن الخطاب، فنزلت: «يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ»، عن سعيد بن جبير.

  وقيل: أسلم تسعة وثلاثون رجلاً وثلاث وعشرون امرأة، ثم أسلم عمر، فنزل جبريل بهذه الآية، عن ابن عباس، ذكره القاضي.

  وقيل: لما أمر اللَّه - تعالى - المؤمنين بأن يثبت واحدٌ لعشرة من الكفار بهذه الآية ثقل ذلك عليهم، فنزل قوله: «الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ» فنسخ الأول، وأمر أن يقاتل كل رجل رجلين.

  · المعنى: ثم أمر اللَّه - تعالى - بقتال الكفار وحث عليه بما وعد من النصر، فقال سبحانه: «يَاأَيُّهَا النَّبِي» خطاب لمحمد ÷ «حَسْبُكَ اللَّهُ» أي: كافيك اللَّه ونصره «وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ» وقيل: كافي من اتبعك، عن السدي والشعبي وابن زيد والأصم. وقيل: كافيك اللَّه، وكافيك المؤمنون، عن الحسن، وأجاز أبو علي الوجهين وقال |: عنى اللَّه - تعالى - بالآية الوجهين. قال القاضي: لأن ذلك لا ينافي بينهما، ولا بين من أراد بهما، ومتبعوه: من آمن به وقاتل «يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ» أي: حثهم على محاربة المشركين، وإنما يحثهم بذكر ما أعد اللَّه لهم في الدنيا من النصر والظفر والغنيمة، وفي الآخرة من جزيل الثواب، وإنما أطلق القتال لأن المعلوم من حال النبي ÷ أنه لا يحرض إلى على قتال المشركين «إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ» أي من المؤمنين «عِشْرُونَ صَابِرُونَ» أي ثابتون في