قوله تعالى: {وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون 84}
  · الإعراب: قيل: في قوله: «لاَ تَسْفِكُونَ» حذف (أنْ) الخفيفة التي تنصب الأفعال، ومع حَذْفِهَا ليس إلا الرفع، وتقديره ألا تسفكوا، فلفظه لفظ الخبر، والمراد به الأمر.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في بني قريظة والنضير، وكان بينهما السيف، وقيل: هو عام في اليهود وأسلافهم.
  · المعنى: الآية خطاب لبني إسرائيل، واقتصاص لما سبق من أسلافهم عطفًا على ما تقدم من أخبارهم، ونقض مواثيقهم، قال تعالى: «وَإذْ أَخَذْنَا مِيثاقَكُمْ» قيل: إنه خطاب لعلماء اليهود في عصر النبي ÷ لأن أخذ الميثاق إنما يصح ممن يقرأ الكتاب، ويعلم ما فيه، وقيل: إنه خطاب لهم، وحكاية عن أسلافهم، وتقديره: وإذ أخذنا ميثاق آبائكم، وقيل: إنه خطاب للأسلاف، وتقريع للأخلاف الَّذِينَ يقتدون بهم، ويجرون على طريقتهم، ومعنى أخذنا ميثاقكم أي أمرناكم، وأكدنا الأمر، وقبلتم، وأقررتم بلزومه، ووجوبه.
  «لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ» فيه أربعة أقوال:
  الأول: أنه محمول على حقيقته، وأنه مَنْعٌ لهم من سفك دمائهم.
  الثاني: لا يقتل بعضكم بعضًا، عن ابن عباس وقتادة وأبي علي.
  والثالث: معناه لا يَقْتُلْ فَيُقْتَلَ قودًا فيصير كأنه قتل نفسه، وقيل: لا تتعرضوا للقتل، قال القاضي: والظاهر والحقيقة هو الأول.
  ويقال: كيف يكلف ألا يقتل نفسه، وهو مُلْجَأ إلى ذلك؟
  قلنا: هذا الإلجاء قد يتغير بالاعتقاد كما يثبت في أهل الهند أنهمْ يقدرون في قتل