قوله تعالى: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين 25 ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين 26 ثم يتوب الله من بعد ذلك على من يشاء والله غفور رحيم 27}
  أسيافنا تقطر من دمائهم وغنائمنا ترد عليهم، فجمعهم رسول اللَّه، وخطب، وقال: «ما هذا الذي بلغني؟» فقالوا: ما بلغك، وكانوا لا يكذبون، فقال: «ألم تكونوا ضلّالاً فهداكم اللَّه بي، وكنتم أذلة فأعزكم بي، وكنتم [وكنتم]» فقال سعد بن عبادة: [ائذن لي] يا رسول اللَّه فأتكلم، قال: تكلم، أما قولك: «كنتم ضلالاً فهداكم اللَّه بي» فكذلك، وأما قولك: «كنتم أذلة فأعزكم اللَّه بي» فلقد علمت العرب ما كان حي أمنع لما وراء ظهورهم منا، فقال عمر ¥: يا سعد أتدري مَنْ تكلم؟ فقال: «لو سلكت الأنصار واديًا والناس واديًا لسلكت وادي الأنصار، ولولا الهجرة لكنت امرأً من الأنصار، الأنصار كرشي وقرة عيني، فاقبلوا من محسنهم، وتجاوزوا عن مسيئهم»، ثم قال: «يا معشر الأنصار، أما ترضون أن ينقلب الناس بالأثاث والنساء وتنقلبوا برسول اللَّه»، فقالت الأنصار: رضينا وما قلنا ذلك إلا منا بِاللَّهِ ورسوله، فقال: «نصدقكم ونعذركم»، فلما قدم المدينة قال: «أما إن خطيب الأنصار لو قال: كنت طريدًا فآويناك، وكنت خائفًا فأمناك، وكنت مخذولاً فنصرناك، لكان قد صدق»، فبكى الأنصار وقالوا: مَنُّ اللَّه ورسوله أعظم علينا منا، ثم أقبلت جماعة من هوازن مسلمين، وقيل: أتاه ظئره [من بني سعد بن بكر] فبسط له إزاره وكلمه في السبايا والأموال، فخيرهم بين النساء والذراري والأموال، فاختاروا النساء والذراري، ورد عليهم ما أصاب هو وبنو هاشم، ورد الناس إلا صفوان بن أمية كان وقع على امرأة فعلق منها ولم يردها.
  · الأحكام: تدل الآيات على أن انقطاع المؤمنين واتكالهم يجب أن يكون على اللَّه - تعالى - دون غيره.