قوله تعالى: {ويحلفون بالله إنهم لمنكم وما هم منكم ولكنهم قوم يفرقون 56 لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا لولوا إليه وهم يجمحون 57}
  ويقال: هذا فرس جموح إذا ركب رأسه فلم يرده اللجام، وهذا ذم، وفرس جموح أتى سريعا، وهذا مدحٌ، قال امرؤ القيس:
  جَمُوحًا مَرُوحًا وِإحْضارها ... كَمَعْمَعةِ السَّعْفِ الموُقَدِ
  · الإعراب: يقال: لم كان جواب الحلف ب (إن) المكسورة؟
  قلنا: في الاستئناف المحلوف عليه مع فضله من المحلوف كما دخلت لام الابتداء في هذا الموضع. مدخلاً أصله متدخلاً فقلبت التاء دالاً؛ لأن ما قبلها دال، كما أدغمت الدال الأولى في الثانية فصار مدّخلاً.
  · المعنى: ثم أظهر - تعالى - سرًا من أسرار القوم معجزة للنبي ÷ وتوبيخًا لهم، فقال سبحانه: «وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ» يعني المنافقين يحلفون للمسلمين «إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ» قيل: في الإيمان والطاعة، وقيل: في الدين والملة، وقيل: إنهم منكم في الباطن كما هو في الظاهر، وقيل: إنهم منكم في معونتكم ونصرتكم «وَمَا هُمْ مِنْكُمْ» تكذيب من اللَّه لهم؛ أي: ليسوا منكم؛ لأنكم أهل إيمان وإخلاص وهم أهل كفر ونفاق، وإنما يظهرون خوفًا بل هم «قَوْمٌ يَفْرَقُونَ» قيل: يظهرون الإيمان خوفًا وفرقًا لا إيمانًا بل خلاصًا من خوف القتل، عن أبي علي، وقيل: يفرقون من إظهار ما في قلوبهم فيقتلون وتغنم أموالهم، عن الأصم. «لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً» قيل: حرزًا، عن ابن عباس، وقيل: حصنًا، عن قتادة. وقيل: قومًا يأمنون فيهم عن الأصم. وقيل: «موضعًا يتحصنون فيه