التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {الم 1}

صفحة 220 - الجزء 1

  تخط رجلاي بخط مختلف يكتبان في الطريق لام ألف فإذا دخل عليها حرف العطف حُرِّك. أنشد أبو عبيدة:

  إِذا اجْتمَعُوا عَلَى أَلِفٍ وَوَاوٍ ... وَياءٍ هَاجَ بَيْنَهُمُ قِتَالُ

  وهذه الحروف تذكر على اللفظ، وتؤنث على توهم الكلمة.

  وإذا قيل: ما محل «الم» من الإعراب؟

  قلنا: قيل: رفع بالابتداء، و «ذَلِكَ» ابتداء آخر، و «الكتابُ» خبره، وجملة الكلام خبر الابتداء الأول، ويحتمل أن يكون محله رفعا؛ لأنه خبر ابتداء محذوف، تقديره هذا ألف لام ميم، هذا على مذهب الحسن؟ أنه اسم للسورة، وعلى مذهب ابن عباس أنه اختصار قام مقام جملة فلا موضع له من الإعراب.

  · المعنى: لما بَيَّنَ تعالى في الفاتحة الصراط المستقيم، بَيَّنَ أن ذلك هو الكتاب المنزل عليك، فقال تعالى: {الم} قيل: اسم للسورة، عن الحسن وزيد بن أسلم وأبي علي، وقيل: اسم للقرآن، عن قتادة، وهذا جائز؛ لأن أسماء الأعلام منقولة للتفرقة بين المسميات، فمتى لم يرد بها معنى الأصل، فهي على جهة النقل، وقد جاء في أسمائهم حارثة بن أويس بن لام، ولا خلاف بين النحويين أن لك أن تسمي بحروف الجمل، وكل كلمة لم تكن على معنى الأصل فهي منقولة، كقولك: زيدا، إذا لم ترد به الزيادة كان منقولاً إلى العلم، ولا يقال: لو أريد بها التسمية لم يُسَمِّ بها سورا كثيرة؛ لأن هذا موجود في أسماء الألقاب، فيسمَّى خلق زيدا، ثم يتميز بشيء آخر يتصل به، كذلك هذا يتميز بما ينضم إليه فيقال: «الم ذَلِكَ»، و (الم اللَّه)، قال الحسن: سمعت السلف يقولون: إنها أسماء السور ومفاتيحها. وقيل: إنه إشارة إلى