التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم وقعد الذين كذبوا الله ورسوله سيصيب الذين كفروا منهم عذاب أليم 90}

صفحة 3226 - الجزء 5

  لمن له عذر، ولمن لا عذر له، وعذرت فلانًا فيما صنع أعذره، والاسم المَعْذِرَة، والمعذُرة والعِذْرَة بكسر العين، وأصل المعذِّر المعتذر، فأدغمت التاء في الذال، ونقلت حركة التاء إلى العين، عن الفراء، ونظيره: {مُذَكِرٍ} ويُقال: اعتذر: أتى بعذر، ومنه قول لبيد:

  وَمَنْ يَبْكِ حَولاً كَامِلاً فَقَدِ اعْتَذَرْ

  أي: أتى بعذر.

  · النزول: قيل: نزلت في رهط عامر بن الطفيل، جاؤوا في غزوة تبوك يستأذنون في التخلف، وقالوا: إن نحن غزونا معك تغير الأعراب على قبائلنا، فقال رسول اللَّه ÷: «إن اللَّه أنبأني عن أخباركم، وسيغني اللَّه عنكم» عن الضحاك.

  وقيل: نزلت في الَّذِينَ تخلفوا لعذر بإذن النبي ÷، عن ابن عباس.

  · المعنى: قال أبو مسلم: لما تقدم حديث المخلفين صنف الله تعالى هَؤُلَاءِ الأعراب المتخلفين المعتذرين صنفين: صنف يلتمس العذر في التخلف ولا عذر له، وصنف مصرح بالنفاق، فقال سبحانه: «وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ» قيل: المقصرون يعتذرون، وليس لهم عذر، عن أكثر المفسرين. وقيل: المعتذرون الَّذِينَ هم أهل العذر، عن ابن عباس. وقيل: يتصورون بصورة أهل العذر ويوهمون أن لهم