التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولقد جاءكم موسى بالبينات ثم اتخذتم العجل من بعده وأنتم ظالمون 92}

صفحة 493 - الجزء 1

  · اللغة: البينات: الحجج والعلامات الدالة على طريق الحق، واحدها بينة، وأصله من القطع، ومن ذلك بانَ، وأصله من البينونة، ومنه: مَا أُبِينَ من الحي فهو ميت، واتخذتم: افتعلتم من الأخذ، والأخذ نقل الشيء إلى الآخذ.

  والظلم: ضرر قبيح، وقيل: ضرر ليس فيه نفع أو دفع أو استحقاق، وقيل: وضع الشيء في غير موضعه، وليس بالوجه.

  · الإعراب: اللام في قوله: «ولقد» لام القسم، واللامات عشر: لام القسم، ولام الابتداء، ولام الإضافة، كقوله: {لِلَّهِ الأَمرُ} ولام الأمر كقوله: {فَليَمدُد} ولام (كَي) كقوله: {وَلِيَرضَوهُ}. ولام الأصل: {آلِهَتَكُم}. ولام التعريف كقوله: {وَآتَينا موسَى الكِتابَ} ولام الاستغاثة كقول

  الشاعر:

  يَا لَبَكْرٍ انشُرُوا لِي كُلَيبًا ... يَا لَبَكْرٍ أَيْنَ أَيْنَ الفِرَارُ

  ولام الجنس كقوله: {مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ} ولام العاقبة كقوله: {لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا}.

  ويقال: (ثُمَّ) هل هو للعطف؟

  قلنا: نعم، والمراد الاستعظام لكفرهم بعدما رأوا الآيات.

  «وَأَنْتُمْ ظالمونَ» قيل: محله نصب تقديره: اتخذتم العجل ظالمين في ذلك لأنفسكم، وقيل: رفع تقديره: وأنتم ظالمون بذلك وبغيره من خصال الكفر.

  · المعنى: ثم حكى تعالى عنهم ما يدل على قلة بصيرتهم في الدين، فقال تعالى: «وَلَقَدْ