التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون 107 لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين 108 أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين 109 لا يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم إلا أن تقطع قلوبهم والله عليم حكيم 110}

صفحة 3261 - الجزء 5

  مضارة وضرارًا، والأصل فيه: الضر ضد النفع، وفي الحديث: «لا ضرر ولا ضرار في الإسلام» بمعنى لا ضرر، أي لا يضر أحد صاحبه، فينقص شيئًا من حقه، ولا ضرار أي: لا يضاره مجازاة، فينقص.

  والإرصاد: الارتقاب، رصده يرصده، وأرصد له كذا إرصادًا، قال الكسائي: رصدته أَرْصُدُهُ وأرصد له وأرصدته: أعددته، والمَرْصَدُ: موضع الرصد، والرصَد - بفتح الصاد - القوم يرصدون، والرصْد - بسكون الصاد - الفعل.

  والأُسُّ بضم الهمزة: أصل البناء، والجمع: أسُسٌ، وتقول: كل واحد أساس بقطع الألف.

  والبنيان: رفع منزلة فوق منزلة على أساس بنى بناءً وابتنى ابتناء، والبناء: نقيض الهدم.

  والشفا: حرف الشيء، وشفيره، وهو نهايته، ومثنى شفا: شفوان بالواو، والجمع: أَشْفَاءٌ ممدودًا، ويقال: أشفى على الشيء: أشرف عليه، وأشفى المريض على الموت، قال القتبي: ولا يكاد يقال: أشفى إلا في الشر، وأشفى على الشيء، وأشاف عليه: إذا قاربه.

  والجُرُف: جرف الوادي، وهو جانبه الذي ينجرف بالماء، أصله شفا واد، والجُرف بضم الجيم: المكان يأكله السيل، وجِرف بكسر الجيم أيضًا، والجَرْفُ