قوله تعالى: {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين 94 ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين 95 إن الذين حقت عليهم كلمت ربك لا يؤمنون 96 ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم 97}
  أشك ولا أمترى» إقامة للحجة كقوله: لعيسى: {أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ} أراد أن يظهر أنه لم يقله حجة على النصارى، وقيل: نهي عن الشك الذي ربما يُخْطِرُهُ الشيطان بالبال، ويثبت في القلب، وثقة بتصديق ما أنزل عليه، وبأنه مكتوب في الكتاب، عن أبي مسلم.
  ومن قال: إنه خطاب لغيره، فالمعنى فإن كنت أيها الإنسان، أو أيها السامع في شك مما أنزلنا إليك على لسان نبينا، ÷، وقيل: أيها الشاك في نبوته، عن أبي علي.
  «[مِمَّا] أَنْزَلْنَا إِلَيكَ» يعني القرآن والشريعة «فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَأُونَ الْكِتَابَ» قيل: سل مؤمني أهل الكتاب كعبد اللَّه بن سلام، وابن صوريا، وتميم الداري، وكعب الأحبار، فإنهم يخبرونك في كتابك، عن ابن عباس، والضحاك، ومجاهد، وابن زيد، وأبي علي. وقيل: سلهم عن صفة النبي المبشر به في كتبهم، ثم انظر ما وافق تلك الصفة، وقيل: إنما أَمَرَهُ بسؤالهم ليعلموا أن البغي حملهم على ذلك، وقيل: هو سؤال إنكار لا سؤال استخبار، وقيل: معناه لو سألتهم لأقروا، عن الحسن. وقيل: هو سؤال تقرير «لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ» القرآن والإسلام «فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمتَرِينَ» الشاكين «وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ» أي: لا تكن أيها - السامع من الَّذِينَ يجحدون في آيات اللَّه فتكون ممن خسر حظه وباع رضا اللَّه بسخطه، ورحمته بعذابه «إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ» قيل: كلامه وإخباره أنهم لا يؤمنون، وقيل: وعيده يعني أنهم يصيرون إلى العذاب، وهم أهل النصب والعناد، عن الأصم، وأبي علي. وقيل: لَعْنُهُ إياهم، وقيل: سخطه عليهم، عن قتادة «لا يُؤْمِنُونَ» لا يصدقون «وَلَوْ جَاءتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ» معجزة وحجة «حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ» قيل: يروا أسباب العذاب؛ لأن الألم لا يُرَى بالعين، وقيل: أراد حتى يعذبوا، فعبر بالرؤية عن إيصال العذاب إليهم، و «الأليم» الموجع.