قوله تعالى: {فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين 98}
  · اللغة: لولا: معناه «هلَّا»، وهي تكون على وجهين: «تحضيض» و «تأنيب»، كقولك: هلَّا يأتي زيد بحاجتك، وهي التأنيب: هلا امتنعت من الفساد الذي دعيت إليه، قال الشاعر:
  تعدُّونَ عَقْرَ النِّيب أفضلَ مجدِكم ... بني [ضَوْطَرَى] لولا الكَمِيَّ المُقَنَّعَا
  أي: هلا تعدون.
  والنفع ضد الضرر، وهو: إيجاب اللذة، أوْ ما يؤدي إليه، فالصلة بالمال نفع لأنه يؤدي إلى اللذة، وأكل الطعام المشتهى نفع للذته، وتناول الأدوية الكريهة نفع؛ لأنه يؤدي إلى اللذة.
  وفي (يونس) لغتان ضم النون، وهو الاختيار، لضمة الياء، وكثرة من قرأ بها، وسكون النون. وفتحها وكسرها، وحكى ابن زيد الأنصاري عن العرب ضمه مع الفتحة والضمة والكسرة.
  والخزي: الهوان.
  · الإعراب: «إلا قوم يونس» استثناء منقطع، بمعني لكنْ، وقيل: إنه منقطع في اللفظ متصل في المعنى؛ لأن المستثنى منه قرية، ولكن معناه: فما كان أهل قرية آمنوا إلا قوم يونس، فحذف (أهل) للإيجاز من غير إخلال بالمعنى، ونصب (قوم) لأنه استثناء منقطع كقول الشاعر:
  وَقَفْت فِيهَا أُصَيْلاَ لا أسائلها ... [عَيَّتْ جَوَابًا وَمَا بِالرَّبْعِ مِنْ أَحَدِ]