التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين 2}

صفحة 223 - الجزء 1

  · اللغة: ذاك، وذلك، وهذا: نظائر، إلا أن (هذا) لِمَا قرب، وذاك لما بَعُدَ، و (ذا): اسم، واللام عماد، والكاف خطاب.

  والكتاب: أصله الجمع، ومنه الكتيبة؛ لانضمام بعضهم إلى بعض، وحقيقة الكتاب: ضم بعض الحروف الدالة على معنى إلى بعض، والكتاب مصدر، والمراد به المكتوب، كالحساب، يقال: هذا الدرهم ضَرْبُ الأمير، أي مضروبه.

  والريب: الشك، وقيل: الريب تهمة مع الشك.

  والهداية: الدلالة في الأصل.

  والمتقي: أصله من التقوى، وهو من الوقاية، وأصله وَقْوَى قلبت الواو - تاء - كالتكلان أصله من وكلان، من وكلت، والاتقاء: الحجز بين الشيئين يقال: اتقاه بالترس، ومنه الوقاية؛ لأنه يمنع رؤية الشعر، يقال: وَقَاهُ اللَّه يَقِيهِ وِقَآيةً.

  · الإعراب: «هُدًى» يجوز أن يكون نصبا من وجهين، ورفعا من أربعة أوجه:

  أما النصب: فيجوز أن يكون حالا من (ذلك)، والعامل فيه معنى الإشارة، كأنه يقول: ذلك الكتاب هاديا.

  والثاني: أن يكون حالا من الهاء في (فيه)، والعامل فيه هو العامل في الظرف، وهو معنى ريب، كأنك قلت: لا ريب فيه هاديا.

  وأما الرفع: فالأول: أن يكون خبرا، وابتداؤه (فيه)، كقولك: فيه خَيْرٌ. والثاني: على حذف (هو)، كأنك قلت لما تم الكلام: هو هدى. والثالث: أن يكون خبرا لذلك الكتاب. والرابع: أن يكون (هدى) و (لا ريب فيه) جميعا خبرا لـ (ذلك)، كقولك: هذا حلوٌ حامضٌ.

  · المعنى: لما أشار بالحروف إلى الكتاب المؤلف منها عقبه بذكر الكتاب، فقال تعالى: