قوله تعالى: {ولقد همت به وهم بها لولا أن رأى برهان ربه كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين 24 واستبقا الباب وقدت قميصه من دبر وألفيا سيدها لدى الباب قالت ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب أليم 25 قال هي راودتني عن نفسي وشهد شاهد من أهلها إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين 26 وإن كان قميصه قد من دبر فكذبت وهو من الصادقين 27 فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن إن كيدكن عظيم 28 يوسف أعرض عن هذا واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين 29}
  والملك، وقيل: رأى كَفًا بدت فيما بينهما مكتوب فيها النهي فلم ينته، فأرسل اللَّه جبريل، وقال: إليك عبدي قبل أن يصيب الخطيئة فرآه عَاضًّا على أصبعه، عن وهب، وقيل: رأى يعقوب ضرب صدره، فخرجت شهوته من أنامله، فمن ذلك نقص أولاده، وقيل: هو سيده دنا من الباب، فذلك البرهان والامتناع لأجل هذه لا يليق بالأنبياء؛ لأن السفهاء يمتنعون لذلك، ولأقل منه، «كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ» قيل: كما أريناه البرهان لنصرفه عن الزنا نفعل به الألطاف لنصرفه عن المعاصي والفحشاء، عن أبي علي وأبي مسلم، وقيل: تقديره: كذلك كان شأنه لولا البرهان لم يمنعه منه شيء، فلما رأى البرهان انصرف عنه، عن الأصم، وقيل: كذلك فعلنا لنصرفه عن الفحشاء، والسوء الخيانة، والفحشاء ركوب الفاحشة، وقيل: السوء الإثم، والفاحشة الزنا «إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ» بفتح اللام، المختارين للنبوة، وبكسر اللام المخلصين في العبادة والتوحيد «وَاسْتَبَقَا الْبَابَ» يعني تبادرا الباب، أما يوسف فهربًا منها، ومن ركوب الفاحشة، وأما هي فطلبت يوسف ليقضي حاجتها، فأدركته فتعلقت بقميصه من خلفه، قيل: رأى يوسف الأبواب قد انفتحت فعلم أن الصواب الخروج، فخرج هاربًا، وقيل: بل أخذ يفتح الأبواب، فأدركته «وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ» أي: شقت قميصه طولاً من خلف؛ لأن يوسف كان هاربًا، وهي تعدو خلفه، فلما خرجا ألفيا أي: وجدا «سَيِّدَهَا» أي: زوجها عند الباب، وقيل: كان معه ابن عم هذه المرأة، فلما رأت زوجها بادرت بإحالة الذنب عليه فـ «قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا» تعني الزنا «إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ» قيل: الضرب بالسياط، عن ابن عباس، واختلفوا في قوله: «إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذابٌ أَلِيمٌ» كلام من؟ قيل: من كلام المرأة، وقيل: من كلام الزوج، عن الأصم، فتبرأ يوسف و «قَال هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي» أي: طلبت مني ذلك، وقيل: ما أراد ذكر ذلك حتى