التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ياأيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون 43 قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين 44 وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون 45 يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون 46 قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون 47 ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون 48 ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون 49}

صفحة 3655 - الجزء 5

  والشدة والصعوبة من النظائر، والشدة في سبعة أصناف: شدة في العقد، وشدة في المد، وشدة في الزمان، وشدة في الشراب، وشدة في البدن، وشدة في الغضب، وشدة في الألم.

  والعام والحول والسنة نظائر، وهو اسم لمقدار من الزمان اثني عشر شهرًا، قال الخليل: العام حول يأتي على شتائه وصيفه.

  والغوث نفع يأتي على شدة حاجة بنفي المضرة، ومنه: الغيث: المطر الذي يأتي وقت الحاجة، يقال: غاثهم الله يغيثهم غيثًا، وأصابهم غيث، والغيث: الكلأ نبت من السنا، وجمعه: غيوث، والغياث أصله الواو، ومنه: الغوث، وأغاثك اللَّه إغاثة، ويجوز تغويثًا، إذا قال: واغوثاه! من يغيثني؟، ويغاث يحتمل أن يكون من الواو، ويحتمل أن يكون من الياء.

  وأصل العصر: عصر العنب ونحوه؛ لأنه توطّأ عليه ليحلب ما فيه، يقال: عصرت العصير عصرًا، والاعتصار: أن يَغَصَّ الإنسان بالطعام، فَيَعْتَصِرَ بالماء إذا شربه قليلاً قليلاً، والمُعْصِرَات: السحاب تعتصر بالمطر، وعَصِرَ القَوْمُ: مُطِرُوا، والعصارة: ما يستخرج من العصر، والإعصار: ريح تدبر السحاب؛ لأنه كالمعتصر فيها، والعُصْرَةُ: المنجاة، كنجاة الغَصَّان باعتصار الماء، قال الشاعر:

  لَوْ بِغَيْرِ المَاءِ حَلْقِي شَرِق ... كُنْتُ كالغَصَّان بِالْمَاءِ اعتِصَارِي

  وقال آخر:

  صَادِيًا يَسْتَغِيثُ غَيْرَ مُغَاثٍ ... وَلَقَدْ كَانَ عُصْرَة المَنْجُودِ

  أي: نجاة المكروب.