قوله تعالى: {وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات ياأيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون 43 قالوا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين 44 وقال الذي نجا منهما وادكر بعد أمة أنا أنبئكم بتأويله فأرسلون 45 يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون 46 قال تزرعون سبع سنين دأبا فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلا مما تأكلون 47 ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون 48 ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون 49}
  فوصف بذلك؛ لأن السهو والنوم يقعان فيهما «إِلَّا قَلِيلًا مِمَّا تُحْصِنُونَ» تحرزون، فلا تأكلون «ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذلِكَ» فخبرهم يوسف بخبر لم يسألوه عنه، ولم يكن في رؤيا الملك، وكله من علم الغيب «عَامٌ» أي: سنة «فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ» قيل: يمطرون من الغيث، وهو المطر، وقيل: ينقذون من الغياث «وَفِيهِ يَعْصِرُونَ» الثمار التي تعتصر في الخصب كالعنب والزبيب والسمسم، عن ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، وهو كناية عن كثرة النعم والخصب، وقيل: تحلبون، عن ابن عباس بخلاف، وقيل: تنجون نجاة المعتصر بالماء عند الغصص، عن أبي عبيدة، والزجاج، وقيل: تمطرون، عن أبي مسلم، وقرأ: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا}، وقيل: تنجون من البلاء، وتعتصرون بالخصب، وقيل: لم يعصروا في الأربع عشرة سنة، ثم عصروا في تلك السنة، حكاه الأصم.
  · الأحكام: تدل الآية على أن النسيان كان من الساقي؛ لذلك قال: «وادكر بعد أمة».
  وتدل على أن يوسف كان يعبر لهم عن وحي؛ لذلك كان يقطع.
  وتدل على نبوته من حيث أخبر عن الغيب.
  وتدل على صحة الرؤيا، وإن كان من كافر.
  وتدل على أنه # علمهم ما فيه سبب نجاتهم.
  وتدل على أنه يجب مراعاة أسباب الدنيا، وعن ابن عباس أن النبي ÷ قال: «عجبت لصبر يوسف وكرمه يغفر اللَّه له، أرسل إليه للاستفتاء في الرؤيا ولو كنت أنا ما أخبرتهم حتى أشترط الخروج من الحبس».