التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين 103 وما تسألهم عليه من أجر إن هو إلا ذكر للعالمين 104 وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون 105 وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون 106 أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله أو تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون 107}

صفحة 3723 - الجزء 5

  · اللغة: الناس: جماعة الإنسان، وهو من ناس ينوس نَوْسًا ونَوَسانا، إذا تحرك يمينًا وشمالاً من نفسه لا يحركه غيره، والنوس: تَذَبْذُبُ الشيء، ومنه الحديث: «رأيت العباس وضفيرتاه تنوسان على ترائبه» أي: تتحركان، ويسمى بعض ملوك حمير ذَوِي نواس لضفيرتين كانتا تنوسان على عاتقيه.

  والحرص: طلب الشيء باجتهاد في إصابته، حَرَص يحرص حرصًا، فهو حريص عليه.

  والعالَم: الجماعة من الحيوان الذي من شأنه أن يعلم؛ لأنه مأخوذ من العلم، وجمعه: العالمين، وقيل لما حواه الفلك: عالَم على طريق التبع للحيوان الذي ينتفع به، وهو مخلوق لأجله.

  والغاشية: المجللة للشيء بانبساطها عليه، غشيه يغشاه غشيانًا: إذا غطاه، فهو غاشٍ، وهي غاشية، والغشاء: الغطاء.

  والبغتة: الفجأة، وهي مجيء الشيء من غير توقع. والساعة: مقدار من الزمان.

  · الإعراب: «وكأين» معناه «كم»، وأصلها «أي» دخلت عليها الكاف للتفخيم والإيهام.

  ويُقال: لم جعله من في (كأين) دون «كم»؟

  قلنا: لأن (كأين) أشد إبهامًا من (كم)، فاحتاجت إلى (مِن) ليدل أن ما يذكر تفسيره. «بغتة» نصب على الحال.