التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار 25 الله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة إلا متاع 26}

صفحة 3786 - الجزء 5

  مع الرسول، وقيل: هم الخوارج، عن مصعب بن سعيد سألت أبي عن الحرورية فقال: هم الَّذِينَ ينقضون عهد اللَّه من بعد ميثاقه ... إلى آخر الآية «وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ» قيل: قطعوا الرحم، وقد أمروا بصلته، عن ابن عباس، والأصم. وقيل: قطعوا النبي ÷ وقد أمروا بصلته ونصرته، عن الحسن. وقيل: هو العمل بأوامر اللَّه، وقيل: هو مواصلة المؤمنين «وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ» قيل: الدعاء إلى غير اللَّه، عن ابن عباس. وقيل: لقتال الرسول والمؤمنين، عن الحسن. وقيل: بظلمهم للناس والقتل بغير حق، عن أبي علي. وقيل: بفعلهم المعاصي «أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ» البعد من رحمة اللَّه «وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ» بعني جهنم والنار لأنه [يسوؤهم] «اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ» أي: يوسع له إذا كانت مصلحته في التوسعة «وَيَقْدِرُ» أي: يضيق عليه إذا كانت المصلحة في التضييق، وقيل: يقدر بحسب الحاجة، وقيل: بحسب المصلحة «وَفَرِحُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا» قيل: فرحوا بما أوتوا من الرزق وحطام الدنيا ونسوا فناءها وبقاء الآخرة، وقيل: فرحوا في غير موضع الفرح؛ لأن الدنيا ليس بموضع للفرح لسرعة فنائها «وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتَاعٌ» أي: قليل ذاهب، عن مجاهد. وقيل: زائل، عن الحسن. وعن ابن مسعود «إلا متاع» كزاد الراعي يزوده أهله الكف من التمر أو السويق أو الدقيق.

  · الأحكام: تدل الآية على أن من كان بهذه الصفة يستحق اللعن والعقاب، خلاف قول المرجئة.