قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام 35 رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم 36}
  ومنها: اتخاذ هيأكل النجوم ليحظى بتوجه العبادة إليها، وكلها جهل لا خفاء به؛ لأن العبادة لا يستحقها إلا المنعم بأصول النعم ولا يقدر على ذلك غيره تعالى.
  ثم بيّن حال أمته فقال سبحانه حاكيًا عن إبراهيم #: «فَمَنْ تَبِعَنِي» قيل: من ذريتي، عن أبي علي. وقيل: من أمتي، والاتباع في الدين: الإخلاص «فَإِنَّهُ مِنّي» أي: حاله كحالي، وقيل: على ديني، عن ابن عباس. «وَمَنْ عَصَانِي» خالفني في ديني «فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ» قيل: غفور لمن تاب، رحيم لمن استرحمك وهو الوجه، وقيل: من عصاني ثم تاب فإنك غفور، عن ابن عباس، والحسن، والسدي، والأصم، وهو الوجه. وقيل: من عصاني فيما دون الشرك، عن مقاتل، وليس بالوجه لأنه جرى ذكر الشرك، ولأن ما دون الشرك لا يقطع أنه يغفر، وقيل: غفور لمن استحق العقاب بالتوبة، عن أبي علي. وقيل: من عصاني فإنك غفور لا تعاجلهم بالعقاب بل تمهلهم ليتوبوا، عن القاضي، وهو أوجه الأقوال، وقيل: هذا جهة تفويض الحكمة إليه لإيجاب المغفرة لهم، وقيل: إنه دعا لهم على قضية العقل حتى نهي بالشرع فأمسك.
  · الأحكام: تدل الآية على الرغبة في الدعاء ومسألة اللطف لتجتنب المعاصي.
  وتدل على أنه يجوز إضافة الضلال إلى السبب الذي يقع عنده وإن لم يكن هو المضل وهو توسع.