قوله تعالى: {ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم 114}
  · الإعراب: يقال: بم نصب (أنْ)؟ وما العامل فيه؟
  قلنا: فيه ثلاثة أوجه: قال الأخفش: يجوز أن يكون على حذف (مِنْ)، كأنه قيل: مساجد اللَّه من أن يذكر فيها اسمه. ويجوز أن يكون على البدل من مساجد اللَّه.
  وقال الزجاج: يجوز على معنى كراهة أن يذكر فيها اسمه، والعامل فيه: «مَنَعَ».
  · النزول: قيل: نزلت في الروم؛ لأنهم كانوا خربوا بيت المقدس، وسعوا في خرابه حتى أيام عمر، وظهر المسلمون عليهم، وصاروا لا يدخلونه إلا خائفين، عن ابن عباس ومجاهد والفراء.
  وقيل: نزلت في بختنصر خرب بيت المقدس، عن الحسن وقتادة والسدي، قال قتادة: وأعانه على ذلك النصارى بغضًا لليهود.
  وقيل: نزلت في مشركي الغرب صدوا النبي ÷ والمسلمين عن المسجد الحرام، عن الأصم وأبي علي وأبي القاسم وابن زيد.
  وقيل: نزلت في سائر المشركين؛ لأنهم يريدون صد المسلمين عن المساجد ويخربونها.
  · النظم: يقال: كيف تتصل الآية بما قبلها؟
  قلنا: مَنْ حَمَلَهَا على النصارى، وخراب بيت المقدس، قال: تتصل بما قبلها من حيث جرى ذكر اليهود والنصارى، فمرة يوجه الذم إلى اليهود، ومرة يوجه إلى النصارى.
  وأما من حمله على المسجد الحرام وسائر المساجد، قال: جرى ذكر مشركي العرب في قوله: {كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يعلمُونَ} وقيل: هي مقدمة لما يأتي بعده. وقيل: