قوله تعالى: {وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين 78 فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين 79}
  · القراءة: قرأ [القراء] كلهم: (الأيكة). هاهنا وفي (ق) بالهمز وكسر التاء لأنها مكتوبة بالألف، إلا ورشاً فإنه يترك الهمزة ويرد حركتها إلى اللام.
  وأما في سورة (الشعراء) و (ص) فقرأها بغير همز وفتح التاء أبو جعفر ونافع، وابن كثير، وابن عامر، والباقون بالهمز وكسر الياء.
  · اللغة: الأيكة: الغيضة، وهي الشجر الملتف.
  والإمام: الطريق، وأصله: المقدم الذي يتبعه من بعده.
  · المعنى: لما بين تعالى ما تقدم من قصة قوم لوط، وما نزل بهم أتبعه بقصة أصحاب الأيكة، فقال سبحانه: «وَإِنْ كَانَ» قيل: قد كان «أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ» قيل: الأيكة الشجر، عن الحسن، والزجاج وجمعه: الأيك، كشجرة وشجر، وقيل: الشجر الملتف، عن قتادة، وأبي مسلم. وقيل: الغيضة، عن ابن عباس، والضحاك، وسعيد بن جبير، وأبي علي، والأصم. وقيل: كانوا من كثرة أشجارهم يأكلون في الصيف الفواكه الرطبة، وفي الشتاء اليابسة، وهم قوم شعيب بإجماع، إلا أنه تعالي أضافهم إلى بقعتهم، وقيل: إنه تعالى أرسل شعيباً # إلى أمتين: إلى مدين، وأصاحب الأيكة، فكفروا فعذبوا، أما أهل مدين بالصيحة، وأما أصحاب الأيكة بعذاب الظلة، فهو أنه سلط عليهم الحر سبعة أيام، ثم بعث سحابة فاستظلوا بها يلتمسون الروح فجعلها اللَّه عليهم نارًا فاحترقوا، عن قتادة، وجماعة. «فَانْتَقَمْنَا