قوله تعالى: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون 97 فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين 98 واعبد ربك حتى يأتيك اليقين 99}
  · المعنى: «وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ» أي: قلبك، وعبر عن القلب بالصدر لأنه محله «بِمَا يَقُولُونَ» من تكذيبك في توحيد اللَّه وعدله «فَسَبِّحْ». قيل: نزه اللَّه وعظمه بإضافة النعم إليه، عن أبي مسلم، والقاضي. وهو الأولى، لأنه حمل الكلام على حقيقته، وقيل: سبح بحمده لتستحق المزيد، وقيل: نزهه معتقداً أن المنة في تدينه له عليك إذ هداك إليه، وقيل: صلِّ بأمر ربك «وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ» قيل: المتواضعين، عن ابن عباس. وقيل: قل سبحان اللَّه وبحمده «وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ» أي: من المصلين، عن الضحاك. وقيل: كن من المصلين «وَاعْبُدْ رَبَّكَ» بفعل ما أمر به، وترك ما نهى عنه «حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» قيل: الموت، عن ابن عباس، والحسن، والأصم، وأبي علي، ومجاهد، وسالم بن عبد اللَّه، وابن زيد. وقيل: «حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ» من الخير والشر عند الموت، عن قتادة.
  وقيل: تقديره: اعبد ربك ما دمت حياً، عن الزجاج. وقيل: سمي الموت يقيناً لأن الكل يوقنون به من غير شك من أحد، وقيل: حتى يأتيك ما أعد اللَّه لك من الثواب والمنزلة، قال القاضي: وهذا أليق بالكلام، لأنه ترغيب في العبادة، وقيل: حتى يأتيك وعد اللَّه إياك بالنصرة، وقيل: اصبر على ما ينالك حتى يأتيك الفرج الموعود به.
  وروي عن النبي ÷ قال: «ما أوحي إلي أن اجمع المال وكن من التاجرين،