التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذا قيل لهم ماذا أنزل ربكم قالوا أساطير الأولين 24 ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون 25}

صفحة 4017 - الجزء 6

  والاسم الوِزر بكسر الواو، ونحو حمل يحمل حَملاً بفتح الحاء، والاسم الحِمل بكسرها.

  والكمال: التمام من غير إخلال.

  · الإعراب: الكناية تعود إلى من تقدم ذكره في قوله: {يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ} ورفع (أَسَاطِيرُ) لأنه خبر ابتداء محذوف، أي: هذه أساطير الأولين.

  · النزول: قيل: نزلت في مشركي مكة وأشرافهم الَّذِينَ اقتسموا على عقاب مكة لتسألهم الوفود عن النبي ÷ وعما أنزل إليه، فقالوا: أساطير الأولين، حكاه الأصم وغيره.

  · المعنى: ثم بين أحوال الكافرين وأقوالهم، فقال سبحانه: «وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ» لمشركي مكة «مَاذَا أَنزَلَ رَبُّكُمْ» على محمد «قَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ» قيل: أحاديثهم، عن ابن عباس، لأنهم كانوا يسطرونها في الكتب، وقيل: أباطيل الأولين، والمراد أنه شيء سمعه من أخبار الأولين ممن عرفه وليس بوحي «لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ» أي: ذنوب أنفسهم التي يفعلونها، والمراد عقاب الذنوب التي تلزم على الأفعال «كَامِلَةً» أي: تامة، أي: فعلوا المعاصي على أقبح الوجوه، فلزمهم عقابها على أكمل الوجوه، وهو عقاب الكفر، وقيل: تامة لا يفوت منها سيئة بل يؤاخذون بها كلها «يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيرِ عِلْمٍ» أي: يصدونهم عن الإيمان، يعني يلزمهم عقاب إضلالهم، وهو ما روي عن النبي ÷: «أيما داع دعا إلى هدى فاتبع فله مثل أجور من اتبعه من غير