قوله تعالى: {ولقد صرفنا في هذا القرآن ليذكروا وما يزيدهم إلا نفورا 41 قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذا لابتغوا إلى ذي العرش سبيلا 42 سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا 43 تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا 44}
  والتسبيح: التنزيه، سبح يسبح تسبيحاً.
  وتعالى من العلو، وإنما قال: «عُلُوًّا» ولم يقل: تعالياً، كقوله: {وَتَبَتَّلْ إِليهِ تَبْتِيلًا}[المزمل: ٨] لأن المعنى واحد، وكلاهما مصدران، وقد يجيء المصدر من غير لفظ الفعل كقوله: {وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا}[نوح: ١٧].
  والفقه: العلم بالشيء، يقال: فقهت الحديث أفقهه، وكل علم بشيء فقه، ثم اختص به علم الشرع فقيل للعالم به: فقيه، ولذلك لا يقال لله تعالى: فقيه؛ لأن الفقه في العرف اسم لعلم يحتاج فيه إلى الاستنباط.
  والحليم: من الحلم فعيل بمعنى فاعل، وضده: السفيه.
  · الإعراب: «سبحانه» نصب لأنه مصدر إلا أنه لا يستعمل إلا مضافاً، وقد جاء مفرداً في الشعر:
  سُبْحَانَهُ ثُمَّ سُبْحَاناً نَعُوذُ بِهِ ... وَقَبْلَنَا سَبَّحَ الجُودِي والجَمَدُ
  هما جبلان.
  «حليماً» نصب لأنه خبر كان.
  · النظم.
  ويُقال: كيف يتصل قوله: {حَلِيمًا غَفُورًا} بقوله: {لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}؟
  قلنا: فيه وجهان:
  أحدهما: أنه راجع إلى قوله: «سبحانه» أي: سبحان الحليم الغفور، وتعالى عما يقولون.