قوله تعالى: {والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون 4}
  واليقين: العلم، غير أن اليقين ما وقع من الثقة بالشيء بعد أن لم يكن، وقيل: هو العلم المستدرك.
  · الإعراب: «وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ» يحتمل الخفض من وجهين:
  أحدهما: جمع الأوصاف لموصوف واحد.
  والثاني: أن يكون على موصوفين، عطف أحدهما على الآخر.
  ويحتمل الرفع على الاستئناف.
  و (مما) يكون حرفا، وقد يكون اسما كالتي للاستفهام.
  و (هم) في قوله: {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ} عماد عند الكوفيين، وفصل عند البصريين.
  ويقال: لم قال: إليك، ولم يقل إِلاكَ كما يقال: إلى زيد؟
  قلنا: للفرق بين ما يضاف إلى الكناية من المتمكنة وغير المتمكنة، فلذلك قالوا: إليه وعليه، وقالوا: أرجاه وهداه، فسووا في المتمكن بين الظاهر والمكني، وفرقوا في الحروف.
  · المعنى: ثم بين تعالى تمام صفة المتقين، فقال: «وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ» يعني: القرآن والإسلام «وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ» من الكتب على الأنبياء، وقيل: ويصدقون بما أنزل إليك من بقاء الآخرة وفناء الدنيا، والبعث والحساب «وَبِالآخِرَةِ» قيل: بالكرة الأخيرة، وقيل: بالدار الآخرة؛ لأن الآخرة صفة فلا - بد من موصوف «هُمْ يُوقِنُونَ» يعني يستيقنون أن الدار الآخرة كائنة لا محالة.