التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأحيط بثمره فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها ويقول ياليتني لم أشرك بربي أحدا 42 ولم تكن له فئة ينصرونه من دون الله وما كان منتصرا 43 هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقبا 44}

صفحة 4422 - الجزء 6

  ناراً فأهلكها وغار ماؤها»، «فَأَصْبَحَ» يعني الكافر «يُقَلِّبُ كَفَّيهِ» يصفق بإحدى يديه على الأخرى ويقلبها ظهرًا لبطن كما يفعله صاحب المحن تأسفاً «عَلَى مَا أَنْفَقَ» من المال كقوله: {وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ}⁣[طه: ٧١] أي: على جذوع النخل، وإنما تلهف لما أنفق من المال العظيم ثم رآها هلكت وبطلت «وَهِيَ خَاوَيةٌ» يعني الجنة ساقطة «عَلَى عُرُوشِهَا» قيل: على سقوفها خالية من مياهها وعرشها، وقيل: صار أعلاها أسفلها، وقيل: حيطانها قائمة ليس لها سقوف، عن الأصم. والعروش الأبنية، فذهب شجرها وأبنيتها وبقيت جدراناً لا خير فيها «وَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا» فتمنى الإيمان لبقاء ماله لا لوجوبه وكان لا ينفعه، ولو ندم على الكفر وآمن بِاللَّهِ تحقيقاً لانتفع به، وقيل: ندم وآمن «وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ» من عذاب اللَّه وهلاك ماله «وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا» قيل: ممتنعاً، عن قتادة. يعني لم يستطع أن يمتنع بنفسه ولا وجد ناصرًا «هُنَالِك الْوَلايَةُ» قيل: في تلك الحالة والموطن الذي ينزل عذابه في الدنيا، وقيل: هنالك في القيامة «الولايةُ» قيل: النصرة والاعتزاز به لا يملكها أحد يعمل بالفساد وإن تكن في الدنيا، وقيل: هنالك تبين الكافر أن اللَّه تعالى هو الذي يجب أن يعبد ويتولى دون غيره «الْحَقِّ» قيل: هو من صفة الولاية، وقيل: من صفة اللَّه على اختلاف القراءة، و «هُوَ خَيرٌ» مجازٍ لعباده على أعمالهم، وقيل: هو خير.