التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا 102 قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا 103 الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا 104 أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا 105 ذلك جزاؤهم جهنم بما كفروا واتخذوا آياتي ورسلي هزوا 106}

صفحة 4502 - الجزء 6

  · القراءة: قرأ أبو بكر ولم يرفعه إلى عاصم، ويزيد عن يعقوب: «أفحسب الَّذِينَ كفروا» برفع الباء وسكون السين وهي من الأحرف التي خالف فيها أبو بكر عاصماً، وذكر أنه أدخلها من قراءة أمير المؤمنين في قراءة عاصم حتى استخلص قراءته، وقرأ الباقون بكسر السين وفتح الباء. أما الأول فيحتمل أن يراد به المصدر، يقال: حسبت الشيء أحسبه حسباناً وحساباً وحسباً، ويحتمل أن يكون المراد بالحسب الكفاية، يقال: حسبك، أي: كافيك، وعلى هذه القراءة (الَّذِينَ) في موضع خبر كقولك: أفحسب زيد أي: كفاه. وعلى قراءة العامة: هو فعل ماضٍ (الَّذِينَ) رفع لأنهم الفاعلون.

  · اللغة: النزل: ما يتهيأ للنزيل، والنزيل: الضعيف، قال الشاعر:

  نزيل القوم أعظمهم حقوقاً ... وحق اللَّه في حقِّ النزيلِ