التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير 148}

صفحة 639 - الجزء 1

  المسلمين جهة ممن وراء الكعبة إما عن يمينها أو عن شالها قَرُبُوا أم بعدوا، عن أبي علي والقاضي، وقيل: لكل من اليهود والنصارى والمشركين، عن الأصم، وقيل:

  لكل من المسلمين وأهل الكتاب، عن أبي مسلم، وقيل: لكل نبي وصاحب قبلة «وِجْهَةٌ» قيل: طريقة وشرعه وهي الإسلام وإن اختلفت الأحكامِ عن الحسن، وقيل: قبلة، عن مجاهد والأصم وأبي علي وأكثر المفسرين، «هُوَ مُوَليهَا» الضمير في «هُوَ» قيل: يعود على (كُلٍّ)، وقيل: يعود على اسم اللَّه تعالى يعني أنه أمر بالتوجه إليها «مُوَلِّيهَا» قيل: مستقبلها ومولي وجهه إليها «فَاسْتَبِقُوا الْخَيرَاتِ» قيل: بادروا وسارعوا، عن الربيع وغيره، و «الْخَيرَاتِ» فقيل: الطاعات، عن ابن زيد وأبي علي «أَيْنَ مَا تَكُونُوا» خطاب للجميع، كأنه وعد للمؤمنين، ووعيد للكافرين أنهم أينما كانوا «يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ» يوم القيامة، وقيل: ما سكنتم من بلاد اللَّه عن الربيع والسدي «يَأْتِ بِكُمُ اللَّه جَمِيعًا» إلى المحشر يوم القيامة للجزاء «إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلّ شَيءٍ قديرٌ» يعني قادر على جمعكم وعلى كل شيء.

  · الأحكام: الآية تدل على أن لكل قوم قبلة، ثم اختلفوا، قيل: هي الكعبة كانت قبلة الأنبياء، عن أبي العالية والربيع، وقيل: الكعبة وبيت المقدس، عن أبي علي وغيره.

  وقيل: قبلة اليهود بيت المقدس، وقبلة النصارى المشرق، وقبلة المشركين إلى أصنامهم، عن الأصم.

  وتدل على وجوب المسارعة إلى الطاعات وترك التواني.

  وتدل على أنه يجمع الناس للحشر يوم القيامة للجزاء على الأعمال وكل ذلك ظاهر.

  وقيل: في الآية إياس للمؤمنين من قبول الكفار قولهم، فكأنه قيل: إذا كانوا لا يقبلون قولكم فبادروا أنتم.

  وقد استدل بها على وجوب الصلاة في أول الوقت.