قوله تعالى: {ونجيناه ولوطا إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين 71 ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين 72 وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين 73 ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين 74 وأدخلناه في رحمتنا إنه من الصالحين 75}
  قيل: كانوا يأتون الذكور في أدبارهم ويتضارطون في أنديتهم، وقيل: الكفر وسائر القبائح، عن أبي علي. وقيل: هو ما حكى اللَّه تعالى عنهم {لتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ}[العنكبوت: ٢٩] وغير ذلك، «إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ» خارجين عن طاعة اللَّه تعالى، يعني قوم لوط «وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا» قيل: الرحمة النجاة، وقيل: النبوة والعلم «إِنَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ».
  · الأحكام: تدل الآية على أنه تعالى ينجي أنبياءه ويعصمهم، وفيه تسلية للنبي ÷.
  وتدل على أن الهداية ليس خلق الإيمان، لذلك قال: «يهدون» والمراد البيان والدلالة والدعاء.
  وتدل على أن مُقَامَ الصالح بين الفساق مِحْنَة إذا لم يمكن تغييرهم، ولذلك سمى إخراجه نجاة.
  وتدل على أن الرحمة تنال بالصلاح.
  وتدل على أن الصلاح والفساد فِعْلُ العبد.