التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون 154}

صفحة 655 - الجزء 1

  الجسد كالشيء الواحد حتى يصير قادرا واحدًا عالمًا واحدًا ومريدًا واحدًا، ولا خلاف بين مثبتي الأعراض أن الحياة معنى مقدور لله تعالى لا يقدر عليه غيره، واختلفوا في الموت، فقيل: هو معنى يضاد الحياة، وهو قول أكثر المشايخ، وقيل:

  هو بطلان الحياة، عن أبي هاشم، والأوجه الأول لقوله تعالى: {خَلَقَ الْمَوْتَ وَالحياةَ}.

  والشعور: ابتداء العلم، وقيل: هو إدراك صادق ولطف، ومنه يسمى الشاعر؛ ولذلك لا يقال لله تعالى شاعر، وإن قيل: عالم.

  · الإعراب: «أموات» رفع؛ لأنه خبر ابتداء محذوف، تقديره: لا تقولوا: هم أموات.

  ويقال: هل يجوز فيه النصب؟

  قلنا: لا، كما يجوز في قولهم: قلت حسنًا؛ لأنه في موضع المصدر كأنه قال:

  قلت قولاً حسنًا، فأما قوله: {وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ} فيجوز فيه الرفع والنصب، فأما الرفع فعلى: منا طاعة، والنصب على: نطيع طاعة.

  ويقال: ما الفرق بين (بل) و (لكن)؟

  قلنا: (لكن): نفي لأحد الشيئين وإثبات الآخر، نقول: ما قام زيد لكن عمرو، و (بل): إضراب عن الأول، وإثبات للثاني؛ ولذلك وقعت في الإيجاب كقولك: قام زيد بل عمرو.

  · النزول: عن ابن عباس ¥ أنها نزلت في قتلى بدر، وقتل من المسلمين يومئذ أربعة عشر رجلاً: ستة من المهاجرين، وثمانية من الأنصار، فكانوا يقولون:

  مات فلان، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية، وقيل: كانوا يقولون: مات فلان، وانقطع عنه نعيم الدنيا، فنزلت الآية.