التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين 107 قل إنما يوحى إلي أنما إلهكم إله واحد فهل أنتم مسلمون 108 فإن تولوا فقل آذنتكم على سواء وإن أدري أقريب أم بعيد ما توعدون 109 إنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تكتمون 110 وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلى حين 111 قال رب احكم بالحق وربنا الرحمن المستعان على ما تصفون 112}

صفحة 4901 - الجزء 7

  · القراءة: قرأ حفص عن عاصم: «قَالَ رَبِّ» بالألف على الحكاية، وقرأ الباقون: «قُلْ» بغير ألف على الأمر.

  وقرأ أبو جعفر: «رَبُّ احكم» بضم الباء على النداء المفرد، والباقون بكسر الباء على الدعاء، وقرأ يعقوب: «قل رب أَحْكَمُ» بالرفع وقطع الألف، وعن ابن عباس ويحيى بن يعمر نحوه على وجه الخبر بأنه سبحانه أحكم بالحق من كل حاكم، والباقون بالجزم على الدعاء، وقراءة يعقوب غير مرضية؛ لأنها خلاف المستفيض وخلاف المصحف.

  · اللغة: يقال: آذنتك بالشيء: أعلمتك وأذنت لك فيه، والأذان سمي أذاناً لما فيه من الإعلام، وآذَنَ وتَأَذَّن: أعلم، كأيقن وتيقن.

  · الإعراب: «رَحْمَةً» نصب على المصدر تقديره: إلا أن يرحمهم رحمة.

  {وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ} الياء في (أدري) لا يجوز تحريكها؛ لأنها بالرفع غير أنه يجوز أن تلقي حركة الهمزة على الياء فتحرك الياء بحركة الألف فتقول: وإن أدريَ.

  · المعنى: ثم بيّن تعالى بأن ما أوحى إليه، وإرساله رحمة لينتفع العباد باتباعه،