قوله تعالى: {ياأيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم 1 يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد 2 ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد 3 كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير 4 ياأيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج 5}
  ومتى قيل: كيف يكون الحال في هذا، و {ثَانِيَ عِطْفِهِ} معرفة؟
  قلنا: بل. هو نكرة؛ لأن المعنى «ثانياً عِطْفَهُ» بالتنوين، إلا أنه حذف تخفيفاً، فأضيف إلى ما بعده، ومعناه معنى النكرة، كما يقال: هذا عبد اللَّه ضاربك، والمعنى: ضارباً لك.
  · النزول: قيل: نزل قوله: {وَمِنَ النَّاسِ} في النضر بن الحارث وكان ينكر البعث ويقول:
  الملائكة بنات اللَّه، وقد بينا قصته فيما تقدم.
  · المعنى: لما تقدم ذكر الأدلة بيّن أن ذلك كذلك؛ لأنه القادر على الكمال، فقال سبحانه: «ذَلِكَ» إنما فعل ما تقدم ذكره؛ لأن اللَّه هو الحق، وقيل: ما تقدم من الدلائل إنما دل عليه لأنه هو الحق، عن أبي علي. وقيل: الحق يعني الكائن الثابت، وقيل: أفعاله حق وإذا كلّف فلا بد أن يعيد لإتمام الغرض، ولما تضمن من توفير الثواب والأعواض، «وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» أما مقدوراته المعدومة فيقدر على إيجادها، ومقدوراته الموجودة يقدر على إفنائها وإعادتها، ويقدر على جميع الأجناس، وفي كل وقت على ما لا نهاية له، ومقدورات العبد يقدر