التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هذان خصمان اختصموا في ربهم فالذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رءوسهم الحميم 19 يصهر به ما في بطونهم والجلود 20 ولهم مقامع من حديد 21 كلما أرادوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها وذوقوا عذاب الحريق 22 إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير 23 وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد 24}

صفحة 4935 - الجزء 7

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وعاصم: «وَلُؤْلُؤًا» بالنصب، وفي (فاطر) مثله على معنى: ويُحَلَّوْنَ لؤلؤاً، والباقون بالجر فيهما عطفاً على الذهب، وقرأ يعقوب هاهنا بالنصب وفي (فاطر) بالجر اتباعاً للمصحف؛ لأنه كتب هاهنا بالألف وهناك بغير ألف في جميع المصاحف، واختلفوا في إثبات الألف هاهنا، فقال أبو عمرو: أثبت كما أثبت في قالوا وكالوا، وقال الكسائي: أثبتوها فيه للهمزة، ولأن الهمزة حرف من الحروف.

  · اللغة: الخصم: معروف، والذكر والأنثى والواحد والجمع سواء، يقال: رجل خَصْمٌ، ورجلان خَصْمٌ، ورجال خَصْمٌ، ونساء خَصْمٌ، وإنما جاز ذلك لأنه مصدر، وتقديره:

  ذو خصم، قال اللَّه تعالى: {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}⁣[ص: ٢١] وقد بينا، ويقال: خصمان وخصوم، والخِصَامُ مصدر خاصمته مخاصمة وخصاماً، والخصم يكون جمعاً أيضاً، والخصم: المخاصم.

  والحميم: الماء الحار المغلى.

  والصهر: الإذابة، يقال: صهرت الأَلْيَةَ بالنار أي: أذبتها، أصهرها صهرًا، قال الشاعر:

  تُصْهِرُهُ الشَّمْسُ فَمَا يَنْصَهِرْ