التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور 38 أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير 39 الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز 40 الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور 41}

صفحة 4968 - الجزء 7

  أولها: قرأ أبو عمرو: «إن اللَّه يَدْفَعُ عن الَّذِينَ آمنوا ... ولولا دَفْعُ اللَّه» بغير ألف فيهما.

  وثانيها: قرأ أبو جعفر ونافع: «إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ»، «ولولا دِفاعُ» بالألف.

  وثالثها: «إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ» بالألف «وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ» بغير ألف، قرأ كذلك عاصم وحمزة والكسائي.

  ورابعها: «إِنَّ اللَّهَ يدفْعُ» بغير ألف، «ولولا دفاعُ اللَّهِ» بألف، قراءة يعقوب، فالدفاع من المفاعلة، والدفع المنفرد به.

  وفي قوله: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ} أربع قراءات:

  أولها: «أَذِنَ» بفتح الألف وكسر الذال مضافاً إلى اللَّه تعالى، «يقاتِلون» بكسر التاء يعني المؤمنين، أي: أذن اللَّه للمؤمنين في جهاد الكفار، وهو قراءة ابن كثير وحمزة والكسائي.

  وثانيها: «أُذِنَ» بضم الألف على ما لم يسم فاعله، «يُقَاتَلُونَ» بفتح التاء، يعني المؤمنين الَّذِينَ يقاتلهم الكفار، قراءة أبي جعفر ونافع وحفص عن عاصم.

  وثالثها: «أُذِنَ» بضم الألف على ما لم يسم فاعله، «يُقَاتِلُونَ» بكسر التاء، يعني المؤمنين الَّذِينَ أذن لهم في جهاد الكفار، قراءة أبي عمرو وأبي بكر عن عاصم ويعقوب.