قوله تعالى: {إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور 38 أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير 39 الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز 40 الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور 41}
  ونصرتهم، فقال سبحانه: «وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ» قيل: بالجهاد، وإقامة الحدود، وتقديره: لولا دفع المشركين بالمؤمنين لفعلوا كذا وكذا، عن أبي علي. وقيل: ليس المراد به وقتاً دون وقت، ولكن المراد أن عادته حفظ الدين في جميع الأحوال، ولولا ذلك لهلك أهل العبادة ومواضعها، ثم فصل، عن أبي مسلم. وقيل: يدفع عن المؤمنين بالنبيين، وعن الكفار بالمؤمنين، وعن العصاة بالأطفال، والوجه ما ذهب إليه أبو علي وأبو مسلم. «لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ» قيل: صوامع في أيام عيسى، وَبِيَعٌ في شريعة موسى، ومساجد في شريعة محمد ÷، عن الزجاج. يعني في كل عصر يحفظه، وقيل: البيع للنصارى في القرى، والصوامع في الجبال والبراري، ويشترك فيها الفرق الثلاث، والمساجد للمسلمين، والصلوات كنائس اليهود، عن أبي مسلم. وقيل: الصوامع صوامع الرهبان، عن مجاهد، والضحاك. وقيل: صوامع الصابئين، وبِيَع النصارى، عن قتادة. وقيل: البيع: كنائس اليهود، عن مجاهد، وابن زيد. «وَصَلَوَاتٌ» قيل: كنائس اليهود، عن ابن عباس، وقتادة، والضحاك، وأبي مسلم. وقيل: مساجد الصابئين، عن أبي العالية. وقيل: مساجد لأهل الكتاب وأهل الإسلام بالطرق، عن مجاهد. وعلى هذه المعاني الصلوات أراد موضع الصلوات، وقيل: أراد الصلاة بعينها، وقيل: أراد الصلوات صلوات أهل الإسلام تنقطع إذا دخل عليهم